
نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة قناة السويس، برنامجاً تدريبياً بعنوان “تطوير مهارات التفكير الإيجابي وتنمية الإبداع والابتكار لدى التلاميذ والتلميذات بمرحلة التعليم الأساسي (سيكولوجية الطالب المبدع)”، وذلك بمدرسة المجمع التعليمي الابتدائية للغات، واستهدف البرنامج 50 تلميذاً وتلميذة.
وأكد الأستاذ الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن الجامعة تضع على رأس أولوياتها دورها المجتمعي والتوعوي، خاصة ما يتعلق بتنمية قدرات النشء وتعزيز مهاراتهم العقلية والنفسية، مشيراً إلى أن بناء شخصية الطفل في مراحل التعليم الأولى يمثل حجر الزاوية في تشكيل جيل قادر على الإبداع والمبادرة والمشاركة الإيجابية في المجتمع.
وأوضحت الأستاذة الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن البرنامج يأتي في إطار حرص الجامعة على تنمية التفكير الإيجابي لدى طلاب المرحلة الأساسية، باعتباره مدخلاً أساسياً لتشكيل شخصية متزنة نفسياً وعقلياً، وقادرة على التعامل الإيجابي مع المواقف اليومية، مؤكدة أن الجامعة تسعى لتقديم برامج نوعية تستهدف كافة الفئات العمرية بالتعاون مع المؤسسات التعليمية المختلفة.
وتحت إشراف الأستاذ الدكتور مدحت صالح، عميد كلية التربية، قدّم الدكتور محمود علي موسى، أستاذ مساعد بقسم علم النفس التربوي بكلية التربية، محاضرة علمية تناولت أهمية التفكير الإيجابي في تعزيز ثقة التلميذ بذاته، وقدرته على تجاوز التحديات، موضحاً أن التفكير الإيجابي لا يقتصر على التفاؤل، بل يشمل تبني أنماط تفسيرية بناءة، والقدرة على إيجاد حلول بديلة، بما ينعكس إيجاباً على تحصيله الدراسي وتفاعله المجتمعي.
وأشار الدكتور محمود موسى إلى أن الإبداع في مرحلة التعليم الأساسي يعد مهارة فطرية قابلة للتنمية، وأن الطفل في هذه المرحلة يمتلك مرونة ذهنية وفضولاً طبيعياً يتيح له استيعاب الجديد والانفتاح على التجربة والاكتشاف، مؤكداً أن إتاحة الفرصة للتعبير الحر والتفاعل داخل بيئة تعليمية مشجعة يساهم في تعزيز طاقات الإبداع، التي تتجلى في أشكال متعددة كالرسم والتمثيل والكتابة الحرة والمشاريع المدرسية.
أما الابتكار، فقد تناوله الدكتور موسى بوصفه المستوى الأرقى من التفاعل المعرفي، والذي ينتقل فيه التلميذ من مجرد التفكير أو الإبداع إلى ترجمة أفكاره في صورة منتجات أو حلول قابلة للتطبيق في مواقف تعليمية أو حياتية. وأكد أن الطفل الذي يُربّى في بيئة تحترم الفروق الفردية، وتدعم التفكير الحر، غالباً ما يظهر استعداداً عالياً للابتكار، ويتحول من متلقٍ إلى صانع معرفة.
وفي ختام البرنامج، شدد الدكتور محمود موسى على أهمية تطوير المناهج التعليمية لتصبح أكثر تفاعلية، مع ضرورة إعادة النظر في الفلسفة التربوية للمدرسة لتنتقل من الحفظ والتلقين إلى بناء قدرات التحليل والتفكير النقدي والإبداعي. كما دعا إلى تدريب المعلمين على استراتيجيات تعليم التفكير، وتبني أدوات تقييم بديلة كملفات الإنجاز والتقويم الذاتي والرفاقي، بما يعزز من مشاركة التلاميذ وفاعليتهم في العملية التعليمية.
واختتم البرنامج بعدد من التوصيات التي أكدت على ضرورة تكامل الأدوار بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، واعتماد نهج تعليمي إصلاحي يضع تنمية التفكير الإيجابي والإبداع والابتكار في قلب العملية التعليمية، باعتبارها مهمة وطنية تتطلب التخطيط والاستثمار في الإنسان منذ سنواته الدراسية الأولى.
وقد نُظم البرنامج التدريبي تحت إشراف المهندسة وفاء إمام، مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والأستاذ أحمد رمضان، مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع، في إطار خطة الجامعة لتعزيز قيم التنمية المستدامة، وبناء أجيال مبدعة تواكب تطورات العصر.