جامعة قناة السويس
تحت رعاية الأستاذ الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس.
وبإشراف عام من الأستاذة الدكتورة دينا أبو المعاطي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، نظمت إدارة تدريب أفراد المجتمع بجامعة قناة السويس برنامجًا تدريبيًا متميزًا بعنوان “التأهيل النفسي والاجتماعي للمدمنين”، بمقر قاعة إدارة تدريب أفراد المجتمع.
وبإشراف الأستاذة الدكتورة إيناس عبد الله عميد كلية التمريض وإشراف تنفيذي الأستاذة الدكتورة منال فاروق وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، قدّم البرنامج التدريبي الدكتور محمود عبد المجيد أحمد علي، مدرس التمريض النفسي والصحة العقلية بكلية التمريض، والذي تناول من خلال محاضرته المفصلة تعريف الإدمان كحالة مرضية تؤثر على الدماغ وتفقد الشخص القدرة على التحكم في تعاطي المواد المخدرة رغم أضرارها الجسيمة، مشددًا على أن العلاج الطبي وحده غير كافٍ، وأن التأهيل النفسي والاجتماعي يمثل عنصرًا محوريًا في رحلة التعافي.
سلط البرنامج الضوء على أهمية التأهيل في معالجة الجوانب النفسية والاجتماعية للمريض، مثل تعديل السلوك، ودعم الصحة النفسية، والتعامل مع الاضطرابات المصاحبة، إلى جانب إعادة دمجه في المجتمع، وتمكينه من استعادة دوره داخل الأسرة وسوق العمل.
كما تم التطرق إلى دور التأهيل في منع الانتكاسة من خلال تعزيز مهارات التكيف مع الضغوط، وتحسين العلاقات الاجتماعية، وبناء الثقة بالنفس، وتوفير الدعم المستمر عبر المراكز المجتمعية ومجموعات الدعم، إلى جانب دعم الاستقلالية الاقتصادية من خلال برامج التدريب المهني والوظيفي.
تناول الدكتور محمود عبد المجيد مكونات برنامج التأهيل بدءًا من الجلسات النفسية الفردية والجماعية والعلاج السلوكي المعرفي، وصولًا إلى معالجة الصدمات النفسية السابقة، مؤكدًا على أهمية الدعم الأسري في إعادة بناء الثقة من خلال الجلسات العائلية والتثقيف حول كيفية التعامل مع المتعافي.
كما تناول المحاضر الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية كأداة فعالة في تعزيز ثقة المتعافي بنفسه، مثل المشاركة في الأنشطة التطوعية وبرامج التدريب المهني، بالإضافة إلى ضرورة المتابعة والرعاية اللاحقة عبر الزيارات الدورية ومجموعات الدعم.
وأكد البرنامج على الدور الحيوي الذي يلعبه المجتمع في دعم المتعافين من خلال توفير فرص العمل وتمكينهم اقتصاديًا، ونبذ الوصمة الاجتماعية، وتشجيع ثقافة التطوع في مراكز التأهيل. واختُتمت الفعاليات بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها نشر الوعي المجتمعي حول الإدمان، وتعزيز برامج التأهيل النفسي، وتشجيع المتعافين على مشاركة تجاربهم، إلى جانب أهمية التكامل بين الأسرة والمدرسة والإعلام في دعم المتعافي.
واختُتم البرنامج بالتأكيد على أن التأهيل النفسي والاجتماعي ليس رفاهية، بل هو ضرورة إنسانية وصحية ومجتمعية، تتطلب تعاون الجميع لإنجاح مسيرة التعافي ودمج المتعافين في المجتمع من جديد، عبر الدعم، والقبول، والاحتواء.
وقد نُظم البرنامج التدريبي تحت إشراف المهندسة وفاء إمام مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والأستاذ أحمد رمضان مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع.