
تحت رعاية الاستاذ الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، نُفذ البرنامج التدريبي المتخصص بعنوان “أسرار المهارات السلوكية في متطلبات الحياة” ، وذلك بقاعة إدارة تدريب أفراد المجتمع، في إطار حرص الجامعة على تفعيل دورها التوعوي والمجتمعي تجاه بناء شخصية شبابية فاعلة ومتكاملة، وقادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة ووعي.
وجاء تنفيذ البرنامج بإشراف عام من الاستاذة الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف مباشر من الأستاذ الدكتور مدحت صالح، عميد كلية التربية، وقدّم البرنامج التدريبي الدكتور محمود علي موسى سليمان، الأستاذ المساعد بقسم علم النفس بكلية التربية، بحضور 40 مستفيدًا ومستفيدة من مختلف الفئات العمرية.
ركز البرنامج على بناء فهم متكامل لمفهوم المهارات السلوكية الحياتية، باعتبارها مجموعة شاملة من المهارات والقدرات الإدراكية وغير الإدراكية والسلوكيات والاتجاهات الشخصية التي يكتسبها الشباب ويحتفظون بها طوال حياتهم، وتسهم في تعزيز رفاهيتهم وتطويرهم ليصبحوا أطرافًا فاعلة في مجتمعاتهم، وهي حجر الأساس للنجاح الشخصي والمهني وتطوير الذات، وتشمل مهارات قابلة للتطور المستمر وفقًا للبيئة المحيطة.
واستعرض الدكتور محمود سليمان أهمية هذه المهارات في بناء شخصية قادرة على إدراك ذاتها وتعزيز الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية وتحقيق الاستقلالية، كما تُكسب الفرد القدرة على التحكم في انفعالاته، وتنمي لديه أدوات مواجهة مشكلات الحياة، وتسهم في نموه النفسي والاجتماعي بشكل صحي وسليم، مع قدرة واعية على تهذيب المشاعر والتكيف مع المتغيرات.
تناول البرنامج أيضًا العوامل المؤثرة في البناء الاجتماعي للفرد، وفي مقدمتها العوامل الشخصية مثل الذكاء الوجداني، والقلق الاجتماعي، والترويج الذاتي، كعناصر حيوية في تشكيل وعي الفرد وتفاعله مع الآخرين، إلى جانب تسليط الضوء على فنون إدارة المواقف والوقت التي تقوم على التواصل الفعال، وضبط الانفعالات، والتفكير الإيجابي، والتخطيط المسبق، والمرونة والقدرة على التكيف وتحليل المواقف بدقة، والتي تعد من أسباب النجاح في مواجهة التحديات الحياتية.
نظم للبرنامج التدريبي المهندسة وفاء إمام مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والأستاذ أحمد رمضان مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع.
واختتم البرنامج بمحور مميز حول المهارات السلوكية وفن إدارة الحديث، حيث تم التطرق إلى استخدام اللغة الإقناعية كأداة للتواصل المؤثر، وكيفية توجيه المحادثات بطريقة تحقق الأهداف المرجوة، من خلال فهم احتياجات المستمعين، واختيار الكلمات المناسبة، وتوظيف مهارات التواصل غير اللفظي، بما ينعكس على قدرة الفرد في التعبير عن ذاته والتأثير الإيجابي في محيطه الاجتماعي والمهني.
وقد أشادت الاستاذة الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بمستوى التفاعل الذي أبداه المشاركون في البرنامج، مؤكدة أن الجامعة تعمل على تقديم برامج نوعية تستهدف دعم الوعي السلوكي والمعرفي لدى الطلاب وأفراد المجتمع، بما يسهم في بناء جيل يمتلك أدوات التفكير الناقد، والقدرة على التواصل الفعال، والانخراط الإيجابي في مختلف مجالات الحياة. وأوضحت أن تنمية المهارات الحياتية لم تعد خيارًا بل ضرورة في ظل التغيرات المجتمعية المتسارعة التي تتطلب أفرادًا قادرين على التكيف والإبداع في مواجهة التحديات.
ومن جانبه، ثمّن الاستاذ الدكتور مدحت صالح، عميد كلية التربية، الدور البارز الذي تقوم به وحدة تدريب أفراد المجتمع بالتعاون مع الكلية في تنظيم برامج تنموية قائمة على أسس علمية وتربوية، مشيرًا إلى أن إدماج طلاب كلية التربية في مثل هذه البرامج يعزز من جاهزيتهم لممارسة أدوارهم التعليمية والمجتمعية بكفاءة، كما يسهم في تطوير قدراتهم الشخصية والمهنية. ووجه الشكر للدكتور محمود علي موسى سليمان على ما قدمه من محتوى علمي متميز وأسلوب تفاعلي أسهم في تحقيق أهداف البرنامج بشكل ملموس.
وفي ختام فعاليات البرنامج، تم التأكيد على استمرار تنفيذ برامج مماثلة خلال الفترة المقبلة، تستهدف فئات متنوعة من المجتمع الجامعي والمحلي، في إطار استراتيجية الجامعة نحو التوسع في أنشطة خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبما يعكس رؤيتها في أن تكون منارة للتنمية الفكرية والإنسانية، ومركزًا رياديًا في تعزيز قيم الانتماء، وبناء الإنسان القادر على صناعة المستقبل.
•• تابعونا على موقع جامعة قناة السويس عبر الرابط التالي: