جامعة قناة السويس
نظّمت جامعة قناة السويس برنامجًا تدريبيًا متميزًا بعنوان “البصمة الكربونية في قطاع المستحضرات الصيدلانية”، بكلية الصيدلة، في إطار حرص الجامعة على دعم التوجهات البيئية وتعزيز الوعي بقضايا التغير المناخي.
جاء البرنامج تحت رعاية الأستاذ الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، الذي أكد أن الجامعة تضع القضايا البيئية على رأس أولوياتها، وتحرص على إعداد كوادر قادرة على مواكبة متطلبات التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن نشر الوعي بالممارسات البيئية السليمة في القطاع الصحي أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات المناخية العالمية.
أقيم البرنامج تحت إشراف عام من الأستاذة الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والمشرف العام على كلية الصيدلة، والتي أكدت أن مثل هذه البرامج التدريبية تترجم استراتيجية الجامعة في دمج البعد البيئي في مختلف التخصصات الأكاديمية، لا سيما في القطاعات الصحية، التي تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على الصحة العامة والبيئة على حد سواء.
وتولّى الإشراف التنفيذي للجانب الأكاديمي الأستاذ الدكتور محمود فرج عميد كلية الزراعة وبإشراف الأستاذ الدكتور محمد وصفي وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
جاء التنفيذ الميداني للبرنامج تحت إشراف الدكتور إسماعيل عوض الله سلامة، وكيل كلية الصيدلة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبالتعاون مع إدارة تدريب أفراد المجتمع.
وقد شارك في البرنامج 35 طالبًا وطالبة، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة التدريس والعاملين بكلية الصيدلة.
قدّمت البرنامج التدريبي الأستاذة الدكتورة نجلاء محمد لطفي، الأستاذة الدكتورة بكلية الزراعة، والتي استعرضت في محاضرتها أبرز التحديات البيئية الراهنة وعلى رأسها التغير المناخي، وتأثيراته المباشرة وغير المباشرة على القطاع الصحي.
كما سلطت الضوء على الاتفاقيات الدولية المعنية بالتغير المناخي والتنمية المستدامة، وتناولَت بالتفصيل التأثيرات البيئية لصناعة الأدوية، خاصة ما يتعلق باستهلاك الطاقة، استخدام الموارد، وتوليد النفايات.
تطرقت المحاضرة إلى مفهوم الصيدلة المستدامة، بوصفها توجهًا جديدًا يجمع بين علوم الطب والبيئة، ويهدف إلى تقليل التأثير البيئي لصناعة الدواء عبر تحسين الإنتاج والنقل والتخزين وإعادة التدوير، مع التركيز على استخدام المواد الخام المستدامة والتقنيات الموّفرة للطاقة.
كما تم تناول مفهوم البصمة الكربونية، أنواعها، وطرق حسابها، مع تقديم نماذج تطبيقية لبعض المنتجات الدوائية كالأدوية البيولوجية وأجهزة الاستنشاق، إلى جانب مناقشة التغليف المستدام والأدوية الخضراء كأحد الحلول الفعالة.
وأكدت الدكتورة نجلاء لطفي أهمية تحسين كفاءة التصنيع الدوائي من خلال تطبيق مبادئ “الكيمياء الخضراء”، واللجوء إلى التغليف الذكي، والتصميم المستدام للأدوية، بالإضافة إلى إطلاق برامج لإعادة تدوير الأدوية المنتهية الصلاحية.
كما دعت إلى تعزيز ثقافة “الشراء الأخضر” داخل المؤسسات الصحية، ورفع الوعي البيئي للعاملين بالقطاع الدوائي والمستهلكين على حد سواء.
وتم في نهاية البرنامج استعراض مفاهيم متقدمة مثل المستشفيات الخضراء، وشهادات الكربون، والحياد الكربوني، وسوق الكربون، كخطوات نحو تحقيق التوازن بين الصحة والبيئة.
وفي ختام الفعاليات، أعربت الدكتورة نجلاء محمد لطفي عن تقديرها الكبير لتفاعل الطلاب والمشاركين، مشددة على أن البداية الحقيقية لأي تغيير بيئي تنطلق من وعي الفرد وممارساته اليومية داخل بيئة العمل، داعية إلى إدراج مفاهيم البصمة الكربونية والتغير المناخي ضمن مناهج الكليات العلمية، وبالأخص كليات القطاع الصحي.
وقد جاء تنظيم البرنامج ، تحت إشراف المهندسة وفاء إمام، مدير عام  الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والأستاذ أحمد رمضان، مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع.
يأتي البرنامج تماشيا مع رؤية الجامعة في تقديم برامج نوعية تواكب التحولات البيئية العالمية وتسهم في بناء كوادر جامعية واعية بقضايا البيئة والتنمية المستدامة.