جامعة قناة السويس
أوضح الأستاذ الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس خلال مقاله بجريدة الصين اليوم – بعددها مايو 2024- حول منتدى التعاون العربي الصيني، أن العلاقات العربية – الصينية تعد نموذجا إنسانياً  ضاربا بجذوره في التاريخ منذ أكثر من ألفي عام، وذلك عبر طريق الحرير البحري و البري القديم ، حيث لعب هذا الطريق دورا كبيرا في تعميق التواصل بين الصين و الدول العربية خصوصا في المجالات الثقافية و الاقتصادية.
و منذ تأسيس منتدى التعاون العربي – الصيني في الثلاثين من يناير 2004 ، أصبح منصة جديدة للتعاون العربي – الصيني في القرن الحادي والعشرين حيث طرح فكرة التشارك العربي – الصيني في بناء مبادرة ” الحزام و الطريق ” التي دعا إليها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 و رحبت بها كل البلدان العربية و في مقدمتها مصر .
وعلى جانب العلاقات المصرية – الصينية فقد شهدت زخما كبيرا أثناء الزيارة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إلى الصين في عام 2014 والإعلان عن تدشين الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين في عام 2014 .
كما قام الرئيس شي جين بينغ بزيارته التاريخية إلى مصر في عام 2016 ، للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى السنوية الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين .
أن موقع مصر الجغرافي يدعم مبادرة ” الحزام و الطريق” بموقعها على المسارين البري و البحري من خلال قناة السويس ، الشريان المهم للتجارة الدولية ، والصين هي اكبر مستخدم للقناة كما أن مصر تعد البوابة الذهبية للصين للعبور نحو الدول العربية و افريقيا .
و في هذا المجال تقوم جامعة قناة السويس بدورها الرائد دعم التنمية الشاملة و توطين التكنولوجيا الصينية بإقليم القناة ، من خلال التعاون العلمي و الثقافي مع الجامعات الصينية ،حيث تعتبر أول وأكبر جامعة مصرية لها تعاون علمي و ثقافي مع الصين ،و هي الجامعة الوحيدة التي يوجد بها قسمان لتعليم اللغه الصينية بكليتي الآداب و الألسن ،إضافة إلى برنامج الترجمة الصينية بكلية التجارة الدولية واللغات بجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية في شرق قناة السويس، و يوجد بالجامعة أيضا معهد كونفوشيوس و معد الاستزراع السمكي و الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية ، وهي ثلاثة مشروعات ثقافية و علمية مشتركة مع الجامعات الصينية.
حيث تسعى الصين من جانبها إلى تعظيم الاستفادة من مبادرة ” الحزام و الطريق” في مضاعفة تجارتها مع الدول العربية والإفريقية عبر مصر ، بوابتها الذهبية للولوج إلى الدول العربية والافريقية من خلال مبادرة ” الحزام و الطريق .

و في الختام نود التأكيد على أن الصين و الدول العربية من الأعضاء المهمين و المؤثرين في المجتمع الدولي ، و هما شركاء في السير متضامنين معا و متعاونين من خلال مظلة منتدى  التعاون العربي – الصيني و مبادرة ” الحزام و الطريق” ، نحو تحقيق التنمية المستدامة و الرخاء لكلا الجانبين إيمانا بمجتمع المستقبل المشترك للبشرية .