الإسماعيلية، مصر 20 سبتمبر 2018 (شينخوا) يقول المثل الصيني المعروف “إذا أعطيت رجلا سمكة فأنت تطعمه ليوم، وإذا علمته كيف يصطاد فأنت تطعمه طوال عمره”.
هذا المثل يصف ورشة عمل الاستزراع السمكي التي تعقدها وزارة الزراعة والشئون الريفية الصينية للمساهمة في تطوير مجال تربية الأحياء البحرية في مصر.
ريهام عادل، معيدة بمعهد الاستزراع السمكي وتكنولوجيا الأسماك التابع لجامعة قناة السويس، وهي واحدة من 50 متدربا تم تسجيلهم لحضور ورشة العمل التي تستمر لمدة 21 يوما، في أحد القاعات الكبرى بجامعة قناة السويس بمحافظة الإسماعلية، شمال شرق القاهرة.
وقالت عادل لوكالة أنباء (شينخوا) بينما كانت تنتظر مع زملائها المحاضرة الأولى في مجال الاستزراع السمكي التي يلقيها أحد الخبراء الصينيين، نود أن نتعلم من الخبرات الصينية التقنيات الجديدة في الاستزراع السمكي من خلال هذه الدورة التدريبية، حيث أن الصين واحدة من الدول المتقدمة جدا في هذا المجال”.
وتعقد ورشة العمل تحت عنوان “دورة تدريبية حول انتاج ومعالجة الغذاء الطبيعي للأحياء المائية”.
وأضافت عادل “في مرحلة مبكرة من دورة حياة الأسماك تعتمد السمكة الصغيرة على الغذاء الطبيعي مثل الطحالب ولذلك فإن الدورة تعلمنا كيف ننتج كميات كبيرة من هذه الأغذية الحية لتكفي استكمال دورة حياة السمكة”.
وأوضحت أن هذه التقنيات الجديدة سوف تجعل انتاج الأغذية الطبيعية للأسماك أرخص وأكثر جودة وتطيل من معدل الإعاشة للأسماك.
وتشمل ورشة العمل الصينية محاضرات نظرية وعملية عن تربية الأحياء المائية، والغذاء الطبيعي لها.
ويرى وحيد ممدوح، مهندس استزراع سمكي وهو أحد المتدربين، ” أن هذه الدورة مهمة جدا حيث أنها تعلم كيفية انتاج الغذاء الطبيعي للأحياء المائية والذي تعتمد عليه تربية الأحياء المائية البحرية بصفة عامة حيث يتوقف على خفض تكلفته نجاح مشروع الاستزراع السمكي”.
ويقوم بتنظيم ورشة عمل الاستزراع السمكي مركز التعاون الاقتصادي الخارجي التابع لوزارة الزراعة والشئون الريفية الصينية، تحت رعاية وزارة التجارة الصينية.
وقال هان بينغ المستشار التجاري بالسفارة الصينية بالقاهرة، في كلمته خلال افتتاح الورشة، إن هذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها خبراء صينيون لالقاء محاضرات عن تربية الأحياء المائية في مصر، موضحا أن الهدف من ذلك هو مضاعفة عدد المتدربين الملتحقين بالورشة بدلا من ارسال عدد أقل للتعلم في الصين.
وأضاف بينغ أنه “من خلال التواصل المباشر فإن المحاضرين الصينيين والمتدربين المصريين يمكنهم تبادل المعرفة والأفكار والتعاون من أجل تحسين مستوى معيشة المواطنين”.
بدوره، قال يو يانغ الباحث بمركز بحوث مصايد المياه العذبة ومشرف الدراسات العليا بجامعة نانجينغ للزراعة بالصين، إن هذه الدورة التدريبية تتناول الاحتياجات الواقعية للمتدربين وسوف تركز على التقنيات الاستزراعية للاسماك والجمبري والكابوريا، وانتاج ومعالجة الغذاء الحي لها”.
وأضاف يو لوكالة أنباء (شينخوا) “هذا البرنامج سوف يقوي من قدرة مصر في مجال الاستزراع السمكي ، حيث أن مصر لديها فرصة جيدة لتحسين تقنيات تربية الاحياء المائية المستخدمة حاليا والتي تشبه تلك التي كانت تستخدم في الصين في الماضي القريب”.
ولدى مصر اثنين من أكبر مزارع الاسماك في الشرق الأوسط إحداهما تابعة لهيئة قناة السويس والأخرى للقوات المسلحة، وتوسع مصر في مجال الاستزراع السمكي يهدف إلى دعم الأمن الغذائي وخفض استيراد الأسماك.
ويقول العربي السروي، العضو المنتدب لشركة قناة السويس للاستزراع السمكي والأحياء المائية، إن ورشة العمل الصينية مفيدة لدعم الاستزراع السمكي في مصر الذي يمثل 75 بالمائة من إجمالي الانتاج المحلي للأسماك.
وأضاف السروي لوكالة أنباء (شينخوا)، “علف الاسماك يمثل تقريبا 70 بالمائة من تكلفة الاستزراع السمكي، لذلك إذا استطعنا زيادة انتاج الغذاء الطبيعي من خلال هذه الدورة التدريبية الصينية، والدراسات الأخرى، فإننا سنكون قطعنا شوطا طويلا في خفض تكلفة العلف، ومن ثم خفض تكلفة الأسماك”.
ومن جانبها، وصفت ماجدة هجرس، نائب رئيس جامعة قناة السويس للدراسات العليا والبحوث، التعاون بين جامعتها والصين بالمفيد والمثمر.
وأضافت هجرس لوكالة أنباء (شينخوا) أن “الصين دولة سباقة في التعاون مع الدول العربية والنامية، وتسعى دائما لدعم هذه الدول من خلال نقل الخبرات التكنولوجية والمعرفية والتنموية إليها”.